منزل 12

كتب: سماح جمال
الأعمال الدرامية المعاصرة تطغى هذا الموسم الرمضاني في القنوات الخليجية والعربية، منها «منزل 12» اخراج مناف عبدال، تأليف محمد النشمي، بطولة سعد الفرج، فاطمة الحوسني، بثينة الرئيسي، محمد العلوي، شيماء سيف، نور الدليمي، أحمد العونان، عبد المحسن القفاص، ليالي دهراب، فتات سلطان، ونورة العميري وطيف وآخرين.
النص الذي كتبه محمد النشمي غني بالأحداث والخطوط التي تعود إلى عام 1982، حيث يواجه رجل أعمال «محمد» (سعد الفرج) وزوجته «منيرة» (نور الدليمي) العديد من المشاكل المادية وظروفا اقتصادية صعبة يخسرون على أثرها ثرواتهم وأملاكهم بعد انهيار سوق المناخ، والخسائر المادية الفادحة التي أصابت العديد من العائلات الكويتية ورجال الأعمال في أزمة سوق المناخ تركت أثرا كبيرا على صحتهم العاطفية والاجتماعية والعقلية، وبالتالي مسلسل «منزل 12» يحاكي هذا الواقع، ويتطرق إلى العديد من المواضيع المهمة التي تعاني منها الأسر الكويتية والعربية نتيجة لهذه الخسائر، كاتخاذ القرارات المتهورة والخيانة والتغيرات في ديناميكية الأسرة والتسامح وغيرها، وهذا يتضح من أحداث المسلسل من خلال الزوجة «منيرة» التي تمتلك قدرة غريبة تجعلها تشعر وترى ما يحدث من عوالم أخرى، لكن حياتها تنقلب بعد وفاة ابنها في حادث سيارة فتدخل في حالة من العزلة وتبتعد عن كل شيء إلى أن تظهر جارتها «نادية» في حياتها وتتحول حياتها إلى الأسوأ، لتنجح مع مرور الحلقات في الزواج من محمد وتحمل منه ولكن «نجيبة» (فتات سلطان) تساعد صديقتها «منيرة» على استرجاع صحتها وإبطال السحر الذي استخدمته «نادية» بالتعاون مع خالتها «بروين» (طيف) لتحقيق اهدافها بالزواج من «محمد» حتى تحصل على صندوق الذهب الذي خبأه عن النيابة بعد خسارته بسوق المناخ ليكون سندا له في مواجهة تحديات الحياة.
تنطلق الخطوط الدرامية للقصة من الحلقة الأولى بعد تعرض ابن منيرة لحادث سيارة لتدخل إلى «الفريج» الوافدة الجديدة «نادية» (بثينة الرئيسي) والتي أقامت صداقة منذ اللحظة الأولى مع بيت «منيرة» وزوجها، لتظهر بعدها القدرات الخارقة لشخصية «نادية» في قدرتها على التنويم المغناطيسي، ويظهر ضلوعها في عمليات السحر، والتي تقوم بممارستها على «منيرة»، ما يجعلها تفقد صوابها حتى يقوم زوجها «محمد» بإدخالها إلى مستشفى للأمراض النفسية.
كما نتابع قصة «هيا» (ليالي دهراب) صاحبة الصالون ومناوشتها الدائمة مع جيرانها في الفريج ومشاكلها مع أسرتها، بالاضافة الى شخصية «أم حمدي» (شيماء سيف) التي كانت اضافة للأحداث بشكل مبرر لسيدة مطلقة متطفلة على حياة جيرانها، ويشاركها في الاتجاه نفسه «نجيبة» (فتات سلطان) وزوجها «سلطان» (أحمد العونان) اللذان لا تخلو مشاهدهما من مواقف كوميدية، مرات تكون عفوية ومرات مصطنعة!
يحفل المسلسل بالكثير من المشاهد التي لا تخلو من الغرابة، بداية من «الفريج النموذجي» الذي يعتبر من الخيال، مع ان احداث المسلسل تلامس واقعنا، لتستمر المشاهد الغريبة مع دخول نادية في سيارة النقل بجوار السائق في مشهد غريب غير مألوف اجتماعيا، بالاضافة الى مشاهد صالون تجميل النساء الذي يختلس النظر منه أحد الرجال في الفريج في لقطة يبدو التأثر فيها واضحا بمسلسل «صالون زهرة»، وليس هذا المشهد الوحيد، بل كذلك مشهد العراك مع المحلات المجاورة لصالونها وطلبها منهم منع القط من الاقتراب من صالونها، وهي المشكلة نفسها التي كانت بالمسلسل اللبناني والتي كانت تعاني منها «زهرة» (نادين نجيم) مع المحال المجاورة لها، وكذلك مشاهد جلوس «أم حمدي» مع «نادية» في شارع أمام المارة وهما تتناولان الشاي، ومشهد «خالد» (عبدالمحسن القفاص) وزوجته «دينا» (أمل محمد) وهو يعطي زوجته اختبار الحمل في الشارع ويطلب منها اجراء الاختبار للاستعلام عن تأخر انجابها!
الديكور الذي تم بناؤه لتصوير الأحداث لا يعكس واقعية احداث المسلسل، بالاضافة الى ان الإضاءة التي في معظم حلقات المسلسل لم تخدم بعض الاحداث التي كانت تتطلب اضاءة متماشية مع الوقائع التي تظهر في عدد من المشاهد التي تتطلب الظلام كانفعالات الفنان سعد الفرج ونور خصوصا عندما كانت مسحورة!
في المقابل، الأداء التمثيلي في مسلسل «منزل 12» لافت للنظر وعلى رأس القائمة القدير سعد الفرج وبثينة الرئيسي ونور ومحمد العلوي ومحمد الرمضان وليالي دهراب واحمد العونان وفتات سلطان.
الجهد الذي بذله المخرج مناف عبدال في استعراض رؤيته الاخراجية واضح على مستوى المشاهد، ولكن لم يسيطر بالكامل على خطوط المسلسل العديدة، ومنها: خط سحر نادية/ خط صندوق الذهب/ خط قصة الحب التي تجمع هيا وعبدالله (محمد العلوي) وبعدها يتزوجها شقيقه محمد الرمضان/ خط الانجاب بين القفاص وزوجته/ خط طيف وعلاقتها مع سعد الفرج، كل هذه الخطوط اظهرت العمل وكأنه غير متماسك، ما تسبب نوعا ما في تشتت المتلقي.
المصدر: جريدة الأنباء
ذهبت مع الماء
أثارت الدراما الاجتماعية “ذهبت مع الماء” للكاتبة منى الشمري والمخرج محمد دحام الشمري ردود …